الفنان عبدالرحمن العبود، طار لأجله مدرب، بعد أن حقق الدوري الموسم الماض، والموسيقار سلمان الفرج، تسبب في التعزيز لمدرب آخر، وزاد من هيبته أمام لاعبيه، والشبه بين اللاعبين، أن كلاهما أخطأ، ولم تكن انضباطيتهما عالية، لكن الفرق بين حالتيهما هو (الفكر الإداري)، الذي هز الثقة بين المدرب واللاعبين مع نونو سانتو (الاتحاد)، حينما وقف أكثر الإعلام والجماهير مع اللاعب ضد المدرب، مما أفقد المدرب هيبته، فبدأ يتراجع، ويتراجع بالفريق، حتى تمت إقالته، بينما في (الهلال) اصطف الإعلام والجمهور صفاً واحداً في وجه لاعب كبير، وقائد له مكانه، عندما حاول أن يلوي ذراع مدربه برفضه نزول الملعب في الثواني الأخيرة، ظناً منه، أن مازال بوسعه في زمن المحترفين الأجانب فئة ( ( Aأن يمارس تأليب الجمهور واللاعبين ضد خيسوس الذي أنصفته إدارة بن نافل، وأعطته صلاحيات المعاقبة بكل رضاً زاد شخصية المدرب قوةً انعكست على تأديته لعمله في جو صحي، أثمر الصدارة.

· مع هذه النقلة النوعية في رياضتنا، وعالم احتراف انفجر بهذا الكم والكيف، وحتى يعمل المدربون في أجواء كرة قدم نقية، فإن على اللاعب المحلي مهما كانت موهبته وتأثيره، أن ينسى مهارات التأليب القديمة، واستعطاف الجماهير، ولن يتأتى ذلك، دون تواجد إدارات قوية وواعية، لمثل (تلك الممارسات)، التي يجب أن نهمس للعبود والفرج وغيرهم، أن الزمن قد أكل وشرب عليها، ومن مازال في عقليته بقايا من ذلك الفكر القديم، فعليه أن ينتظر فقط، إدارياً قوياً ينسيه قائمة الكبار، حتى (اشعار آخر) قد يكن هو ورقة اعتزاله أو انتقاله لفريق أصغر، بمرتبات أقل، لحفظ ماء الوجه، قبل المغادرة من بوابات لا تشبه بوابة الهلال والأهلي، والشباب، والاتحاد والنصر.

عندما نلحظ الشغف الكبير عند ميترو الهلال، وحارسه بونو، وسافيتش وكريستيانو النصر، نشعر بأن بعض لاعبينا مازالوا يحتاجوا لكثيرٍ من تنمية مهارات التفكير العليا نحو كيفية الحفاظ على الوهج والعطاء، وحسن التعامل مع كرة القدم كلعبة جماعية لا يمكن أن تتوقف على لاعب مهما بزغ نجمه، في سماء الموهبة، والأدلة في العالم كثيرة، ولعل آخرها وأقربها، نيمار الأقل شغفاً، الذي ومنذ إصابته لم يخسر الهلال مباراة واحدة، فالهلال بكبريائه المستمدة من منجزاته جعلته أقوى، وأكثر تماسكاً، وأكبر من أي لاعب مهما كان اسمه.

· ومن يسأل عن إدارات فرق كبيرة وحتى أقل، كيف استطاعت أن ترغم مواهبها على التواضع واحترام الكيان، وكيف يتم عندهم كسر غرور اللاعب المتعالي على مدربه، فإن الإجابة تكمن في دعم إعلامٍ ناضج، وجماهيرٍ واعية، حينما يقفوا صفاً واحداً كما فعلها الهلالييون مع الإدارة والمدرب، بتأييد القرارات الانضباطية بعيدأ عن لغة العاطفة مع قائدهم الموهوب، الذي كاد أن يخدش عمل منظومة متكاملة تمشي بخطوات واثبة، تربّعوا بها على الصدارة، نحو المقدمة، التي لا تصنعها كراسي المجاملات.

توقيعي /

عندما تنحني لك الحياة القاسية (فجأة)، فلا تخشاها، واعجل بقطف ثمارها، فهذا هو عوض الله (الجميل)، الذي كنت تظنه ضرب المستحيل.